صلاة الوتر هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عدد ركعاتها فردي؛ من واحد إلى إحدى عشر ركعة في الليلة الواحدة. يتم القيام بها بعد صلاة العشاء أو تؤخر إلى بعد صلاة التهجد، ووقتها ما بين أذان العشاء إلى أذان الفجر، فإذا طلع الفجر فقد خرج وقت الوتر ويجب قضاؤه.
أقوال في قضاء صلاة الوترالأول يقول أن قضاء صلاة الوتر يكون شِفْعاً، أي صلاة ما اعتاد صلاته مشفوعا بركعة زائدة بسبب انقضاء وقت الوتر؛ فمن كان يُوتِر بركعة واحدة فنام أو نسي أن يصلي الوتر، فإنه يَقضي الوتر في النهار بصلاة ركعتين، ومن كان يُوتِر بِثلاث ركعات، فإنه يَقضي الوتر في النهار بصلاة أربع ركعات، وهكذا. وقد استشهد العلماء بحديث عائشة رضي الله عنها، عن الرسول صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثِنْتَي عشرة ركعة"، رواه البخاري ومسلم، وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يُوتِر بثلاثة عشرة ركعة، فإذا قضاها في النهار صلاها شَفْعاً، أي صلاها اثنتي عشرة ركعة. وقد ذهب العالمين ابن باز وابن عثيمين إلى هذا الرأي.
أما القول الثاني، وهو الذي اتبعه علماء المذهبين الشافعي والحنبلي، أن صلاة الوتر تقضى على هيئتها (بعدد ركعات فردي) واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره"، أخرجه أبو داود.
والأفضل في أداء قضاء صلاة الوتر أن يكون القضاء ركعتين ركعتين، أي كل ركعتين بتسليم، وقد استشهد العلماء على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى". رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. ولكن من باب قضاء الصلاة الفائتة على عادتها، فمن كان يصلي ثلاث ركعات بسلام واحد فصلى في القضاء أربع ركعات بِسلام واحد لم يُنكَر عليه ذلك.
وقت قضاء صلاة الوترأمّا وقت قضاء صلاة الوتر فهو وقت صلاة الضحى، أي من بعد طلوع الشمس وارتفاعها بقدر رُمح؛ بمعنى بعد شروق الشمس بحوالي خمسة عشر دقيقة تقريبا، حتى أذان الظهر تقريباً. واستشهد العلماء بقوله الرسول عليه الصلاة والسلام: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل"، رواه البخاري ومسلم.
المقالات المتعلقة بكيف يقضى الوتر